لصحابة مصطلح تاريخي اختلف في مصداقه فقیل انه من صحبوا
محمد بن عبد الله وآمنوا بدعوته. والصحبة في
اللغة هي الملازمة والمرافقة والمعاشرة. ولقد رافق الصحابة
محمد في أغلب فترات حياته بعد الدعوة، وساعدوه على إيصال رسالة
الإسلام ودافعوا عنه في مرات عدة. وبعد وفاة
النبي محمد قام الصحابة بتولي الخلافة في الفترة التي عرفت بعهد
الخلفاء الراشدين، وتلاهم صحابي
أموي واحد
هومعاوية بن أبي سفيان. وتفرق الصحابة في الأمصار لنشر تعاليم الإسلام والجهاد وفتح المدن والدول. وقاد الصحابة العديد من المعارك الإسلامية في بلاد
الشام وفارس ومصر وخراسان والهند وبلاد ما وراء النهر.
صحابة تاريخياالصحابة مصطلح تاريخي يطلق على من آمن بدعوة رسول الإسلام محمد في شبه
الجزيرة العربية. والصحبة في اللغة هي الملازمة والمرافقة والمعاشرة. ولقد
رافق الصحابة محمد في أغلب فترات حياته بعد الدعوة، وساعد بعضهم على إيصال
رسالة الإسلام ودافعوا عنه في مرات عدة. وبعد وفاته قام الصحابة بتولي
الخلافة في الفترة التي عرفت بعهد الخلفاء الراشدين أبوبكر وعمر وعثمان
وعلي، وتلاهم صحابي أموي واحد هومعاوية بن أبي سفيان. وتفرق الصحابة في
البلدان التي تم غزوها. وقاد الصحابة العديد من
الفتوحات الإسلامية في بلاد الشام وفارس ومصر وخراسان والهند وبلاد ما وراء النهر.
لصحابة في الفكر السنيهم الذين عرفوا من أحوال
النبي محمدما جعلهم يهرعون إليه ويضعون مقاليدهم بين يديه ينغمسون في فيضه الذي بهر
منهم الأبصار وأزال عنهم الأكدار، وصيرهم أهلاً لمجالسته ومحادثته
ومرافقته ومخالطته، حتى آثروه على أنفسهم وأموالهم وأزواجهم وأولادهم،
وبلغ من محبتهم له وإيثارهم الموت في سبيل دعوته للإسلام أن هان عليهم
اقتحام المنية كراهة أن يجدوه في موقف مؤذ أوكربة يغض من قدره.
وإن
الله ذكرهم فيما أنزل من
الكتبفقال:(مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى
الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ
فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ
أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي
الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ
فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ
الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ
مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً)
سورة الفتح آية 29.
وذكر
القرآن{وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ (10) أُوْلَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ (11) فِي
جَنَّاتِ النَّعِيمِ (12) ثُلَّةٌ مِنْ الأَوَّلِينَ (13) وَقَلِيلٌ مِنْ
الآخِرِينَ (14)}
سورة الواقعة آية 10-14. ثم ذكر
القرآن: في
سورة الواقعةأيضا {إِنَّا أَنشَأْنَاهُنَّ إِنشَاءً (35) فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَاراً
(36) عُرُباً أَتْرَأباً (37) لأَصْحَابِ الْيَمِينِ (38) ثُلَّةٌ مِنْ
الأَوَّلِينَ (39) وَثُلَّةٌ مِنْ الآخِرِينَ (40) }
سورة الواقعةآية 35-40. ويتضح من الآيات السابقة، وما يجرى في فلكها، أن الصحابة درجات
بعضها فوق بعض، فالسابقون الأولون الذين أسلموا وجوههم إلى الله، ولبوا
مناديه إلى الإيمان، وكل من على سطح هذه المعمورة مخالف لهم هم كبار
الصحابة الذين اصطنعهم سيدهم بنفسه، ورباهم تحت سمعه وبصره عبر ثلاث عشرة
سنة قضاها
النبي محمد في
مكة، وقال فيهم ورحى الحرب دائرة في بدر (
اللهم إن تهلك هذه العصابة لا تعبد في الأرض) في
تاريخ الرسول والملوك للطبرى، تحقيق محمد أبوالفضل إبراهيم، ط دار المعارف،
القاهرة 2 /477.
وقال أيضا (
الله الله في أصحابي، فلوأن أحدكم تصدق بمثل أحد ذهباً ما ساوى مده ولا نصيفه)رواه
البخارى في صحيحه.
يلي هؤلاء السابقين من
المهاجرين،السابقون من
الأنصار وهم الذين بايعوا
النبي محمد ليلة العقبة على أن يمنعوه من الأسود والأحمر، والإنس والجن. يقول
القرآن{ وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ
وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رضي الله عنهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ
وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ
فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (100)}
سورة التوبة:100. وما سوى الصحابة الكبار طبقات بعضها أفضل من بعض، فالذين أنفقوا من قبل
الفتح وقاتلوا أفضل من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا، يقول
القرآن{وَمَا لَكُمْ أَلَّا تُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ
السَّمَأوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ
قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ
أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى
وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ}
سورة الحديد:10. وواضح من الآية السابقة وما يشبهها أن
الله قد جعل لأصحاب
النبي محمدمقياساً تقاس به أقدارهم وميزانا توزن به منازلهم ومراتبهم، فالسابقون
الأولون من المهاجرين هم الكبار الذين لا يسموإليهم غيرهم، ومن عداهم من
الصحابة الكرام متفاوتون تبعاً لأعمالهم في نصرة
الإسلام ،وجهادهم تحت ألويته وراياته، فأفضلهم الذين شهدوا بدراً ودافعوا عن
النبي محمد ودينه فيها. ويليهم من شهد
غزوة أحد و، وهكذا حتى
غزوة تبوك.
ثوابت عن الصحابةوهناك عدة ثوابت عند مذهب
أهل السنة عن الصحابة، منها:
- 1- الصحابة كلهم عدول، لا يجوز تجريحهم ولا تعديل البعض منهم دون البعض.
- 2- الصحابة لم يذكرهم الله في كتابه إلا وأثنى عليهم وأجزل الأجر والمثوبة لهم، ولم يفرق بين فرد منهم وفرد ولا بين طائفة وطائفة.
وفيهم يقول
النبي محمد :
(خيرالقرون قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم) (رواه البخارى في
صحيحه 6 /75). {وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ
وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ
عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا
الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ
}التوبة100 إختلف أهل العلم فيما تثبت به الصحبة، وفي مستحق اسم الصحبة،
فقال بعضهم:
ريف الصحابة من المنظور السنيمشاهير الصحابة القرشيين
- «إن الصحابي من لقي محمد مؤمناً به، ومات على الإسلام» وقال ابن حجر العسقلاني: «هذا أصح ما وقفت عليه في ذلك».
فيدخل فيمن لقيه من طالت مجالسته
للنبي محمد ومن قصرت ومن روى عنه ومن لم يروعنه ومن غزا معهُ ومن لم يغزُ معهُ ومن رآهُ رؤية ولومن بعيد ومن لم يره لعارض كالعمى.
ويخرج بقيد الإيمان من لقيهُ كافراً وإن أسلم فيما بعد، إن لم يجتمع به مرة أخرى بعد الإيمان.
كما يخرج بقيد
الموت على الإيمان من أرتد عن
الإسلام بعد صحبة
النبي محمد ومات على الردة فلا يعد صحابياً. ومن بعض أهل العلم من أشترط التمييز ومنهم من لم يشترطه.
- وقال البعض: «لا يستحق اسم الصحبة ولا يعد في الصحابة إلا من أقام مع النبي محمد سنة فصاعداً أوغزا معه غزوة فصاعداً»، حكي هذا عن سعيد بن المسيب
وقيل يشترط في صحة الصحبة طول الاجتماع والرواية عنه معاً وقيل:
يشترط أحدهما، وقيل: يشترط الغزومعه، أومضي سنة على الاجتماع، وقال
أصحاب هذا القول:
«لأن لصحبة محمد شرفاً عظيماً لا ينال إلا
باجتماع طويل يظهر فيه الخلق المطبوع عليه الشخص كالغزوالمشتمل على السفر
الذي هوقطعة من العذاب، والسنة المشتملة على الفصول الأربعة التي يختلف
فيها المزاج
»وفي العقيدة السنية يوجد طرق لإثبات الصحبة أوالشروط التي يجب أن تكون متوفرة في الصحابي منها :
- التواتر بأنه صحابي
- ثم الاستفاضة والشهرة القاصرة عن التواتر
- ثم بأن يـروى عـن أحـد من الصحابـة أن فلانا له صحبـة، أوعن أحد التابعين بناء على قبول التزكية عن واحد
- ثم بأن يقول هوإذا كان ثابت العدالة والمعاصرة : أنا صحابي أما الشرط
الأول : وهوالعدالة فجزم به الآمدي وغيره ، لأن قوله : أنا صحابي،
قبل ثبوت عدالته يلزم من قبول قوله : إثبات عدالته , لأن الصحابة كلهم
عدول فيصير بمنزلة قول القائل : أنا عدل(وذلك لا يقبل)
وأما الشرط الثاني : وهوالمعاصرة فيعتبر بمضي مائة سنة وعشر سنين من
هجرة محمد لقوله في آخر عمره لأصحابه :(أرأيتكم ليلتكم هذه ؟ فإن على
رأس مائة سنة منها لا يبقى ممن هوعلى ظهر الأرض أحد ) وزاد مسلم من حديث
جابر :(أن ذلك كان قبل موته بشهر)
وفي
كتاب "
الكفاية في علم الرواية"
للحافظ أبوبكر البغدادي في باب القول في معنى وصف الصحابي انه صحابي والطريق إلى معرفة كونه صحابيا
«...عن الواقدي محمد بن عمر قال أخبرني
طلحة بن محمد بن سعيد بن المسيب عن أبيه قال كان
سعيد بن المسيبيقول الصحابة لا نعدهم الا من أقام مع محمد سنة أوسنتين وغزا معه غزوة
أوغزوتين قال بن عمرورأيت أهل العلم يقولون كل من رأى محمد وقد أدرك الحلم
وأسلم وعقل أمر الدين ورضيه فهوعندنا ممن صحب محمد ولوساعة من نهار ولكن
أصحابه على طبقاتهم وتقدمهم في
الإسلام...
» «... سمعت أبا عبد الله
أحمد بن حنبل وذكر من أصحاب محمد
أهل بدرفقال ثم أفضل الناس بعد هؤلاء أصحاب محمد القرن الذي بعث فيهم كل من صحبه
سنة أوشهرا أويوما أوساعة أورآه فهومن اصحابه له من الصحبة على قدر ما
صحبه وكانت سابقته معه وسمع منه ونظر اليه...
» «... قال محمد بن إسماعيل
البخاري ومن صحب محمد أورآه من
المسلمينفهومن اصحابه حدثني محمد بن عبيد الله المالكي انه قرأ على القاضى أبى بكر
محمد بن الطيب قال لا خلاف بين أهل اللغة في ان القول صحابي مشتق من
الصحبة وانه ليس بمشتق من قدر منها مخصوص بل هوجار على كل من صحب غيره
قليلا كان أوكثيرا كما أن القول مكلم ومخاطب وضارب مشتق من المكالمة
والمخاطبة والضرب وجار على كل من وقع منه ذلك قليلا كان أوكثيرا وكذلك
جميع الأسماء المشتقة من الأفعال وكذلك يقال صحبت فلانا حولا ودهرا وسنة
وشهرا ويوما وساعة فيوقع اسم المصاحبة بقليل ما يقع منها وكثيره وذلك يوجب
في حكم اللغة اجراء هذا على من صحب محمد ولوساعة من نهار هذا هوالأصل في
اشتقاق الاسم ومع ذلك فقد تقرر للامة عرف في انهم لا يستعملون هذه التسمية
الا فيمن كثرت صحبته واتصل لقاؤه ولا يجرون ذلك على من لقى المرء ساعة
ومشى معه خطى وسمع منه حديثا فوجب لذلك ان لا يجرى هذا الاسم في عرف
الاستعمال الا على من هذه حاله ومع هذا فان خبر الثقة الأمين عنه مقبول
ومعمول به وان لم تطل صحبته ولا سمع منه الا حديثا واحدا ومن الطريق إلى
معرفة كونه صحابيا تظاهر الاخبار بذلك وقد يحكم بأنه صحابي إذا كان ثقة
أمينا مقبول القول إذا قال صحبت النبي وكثر لقائي له فيحكم بأنه صحابي في
الظاهر لموضع عدالته وقبول خبره وان لم يقطع بذلك كما يعمل بروايته عن
الرسول وان لم يقطع بسماعه ولوردا قوله انه صحابي لرد خبره عن الرسول فان
قيل أخبار الرسول له بالحكم يخفى وتفرده بالقول له وبصحبته ومطاولته لا
تكاد تخفى قيل لعمرى انها لا تخفى وإذا قال انا صحابي ولم يحك عن الصحابة
رد قوله ولا ما يعارضه جاز أن يكون ممن طالت صحبته وان لم يروغيره طول
صحبته وإذا كان كذلك وجب إثباته صحابيا كما بقوله لذلك أوقول آحاد الصحابة
انه صحابي...
»